التمــــــــــيز

إنه لأمر رائع أن يبحث الإنسان عن التميز و الأمر الأروع هو ألا يخلط في مفاهيمه
فالتميز نوعان : تميز في الأصول وتميز في القشور
فالتميز الذي ينبغي علينا الاهتمام به و السعي الحثيث نحو تحقيقه هو التميز في الأصول
كالتميز في العلم ، و مكارم الأخلاق ، و السعي إلى إثبات الوجود بالطرق المشروعة.
فقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم كان متميزاً في خُـلـُـقِـه حيث قال الله سبحانه وتعالى في وصفه " وإنك لعلى خلق عظيم"
و ما نحن بغافلين عما روي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- لما سُئِلَتْ عن خـُلـُقِ النبي عليه الصلاة والسلام.. فقالت كان خـُلـُقـُهُ القرآن
و قد كان عليه الصلاة والسلام متميزاً في قومه قبل رسالته أيضاً فلا أدلّ من أنه كان يلقب بـالأمين آنذاك
و قد تميز أبو بكرٍ - رضي الله عنه - بلقب الصديق حيث أنه كان أول المصدقين برسالة محمدٍ صلى الله عليه وسلم
وقد تميز عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بلقب الفاروق لأنه أظهر الإسلام في مكة، في وقتٍ كان الناس يخفونه ففرّق الله به بين الكفر والإيمان


وقد تميز خالد بن الوليد - رضي الله عنه - بعدما لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بـسيف الله المسلول وذلك بعد خُطّتِه العظيمة التي قاد من خلالها المسلمين في معركة مؤتة ضد الروم
وأما التميز في القشور مثل محاولة التميز في الملبس ، أو المأكل ، أو المشرب ، أو المركب ، أو الكثير من الأمور التي تقع على هامش الحياة فلا ينبغي لنا أن نجعله هدفا رئيساً
والدليل قوله صلى الله عليه وسلم "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم زاد مسلم وغيره في رواية: وأعمالكم


فلا تكن كقصرٍ مَشِيْدٍ لا يسكنه سوى الأشباح بل ركز واغتنم الفرص وثابر وتطور
ولا تكن إمعةً تسير خلف الرّكْبِ و تحلم بأن تكون قائداً له بل تميز فالتميز حق مشروع للجميع.

جميل جدااا يااحمد وميرسي كتير عليه